|

19 رمضان 1445 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

بسم الله الرحمن الرحيم

لَقَدْ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِ صلى الله عليه وسلم ,مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ , ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ , لِيَتَلَقَى مُبَاشَرَةً مِنَ اللهِ بِلَا وَاسِطَةٍ ,فَرْضَ أَعْظَمِ أَعْمَالِ أَهْلِ الإِسْلَامِ , وَرُكْنِهِ القَوِيمِ , بَيَانًا لِعِظَمِهَا, فِي حِينِ نَزَلَتْ بَقِيَةُ الفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ , بِوَاسِطَةِ جِبْرِيلَ ,عَلَيْهِ السَّلَامَ. الصَلَاةَ أَهَمُّ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ , وَقَدْ فَرَضَهَا اللهُ , عَلَى الأَنْبيَاءِ وَالرُّسُلِ, مِنْ قَبْلُ  , فَهِيَ مِنَ الأُمُورِ المُتَّفقِ عَلَيْهَا , فَهَا هُوَ القُرْآنُ يُحَدِّثُنَا عَنْ :

1 -إِبْرَاهِيمَ , عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ , وَهُوَ يَدْعُو رَبَّهُ ((رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ))وَلَمْ يَذْكُرْ إِبْرَاهِيمُ , عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ,عَمَلاً غَيْرَ الصَّلَاةِ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا عَمَلَ أَفْضَلَ مِنْهَا ,  وَلَا يُوَازِيهَا.

2 - قال تعالى ((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )), 

3 - وَلَقَدْ أَثْنَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ,عَلَى إِسْمَاعِيلَ ,عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ , بِقَوْلِهِ تَعَالَى(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ))

4 - وَذَكَرَ اللهُ مِنْ مِنَنِهِ؟ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلِيْهِ السَّلَامُ , أَدَاءُ أَبْنَائِهِ لِلْصَلَاةِ  ﭧ ﭨوَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ))

5 - بَلْ هَا هُمْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ , حِينَ انْكَشَفَتْ لَهُمْ الحَقِيَقةُ بِصِدْقِ مُوسَى , عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ , وَكِذْبِ فِرْعَوْنَ , لَمْ يَجِدُوا خَيْراً مِنْ أَنْ يَضَعُوا وُجُوهَهُمْ بِالتُّرَابِ , خُضُوعاً لِلهِ , فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مَفْزَعاً بَعْدَ الإِيمَانِ , إِلاَّ الصَّلَاةَ . مَفْزَعُ كُلِّ مُنِيبٍ قال تعالى ((فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ *فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))

6 -لَمْ يَجِدْ زَكَرِيَا ,عَلَيْهِ السَّلَامُ , حِينَمَا ابْتُلِيَ بِالعُقْمِ , خَيْراً مِنَ الصَّلَاةِ , يَلْجَأُ بِهَا إِلَى اللهِ , فَجَاءَتْهُ البُشْرَى , وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى للهِ , قَالَ تَعَالَى : (( فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ))

7 - وَافْتَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ , الصَّلَاةَ , عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , حِينَمَا تَكَلَّمَ  فِي المَهْدِ صَبِياً , وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا* وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ))

 8 - ولَوْ اسْتَرْسَلْتُ بِذِكْرِ وُجُوبِهَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ, لَطَالَ بِيَ المَقَامُ.

 9 - لَقَدْ  أَتَى  بَعْدَ هَؤُلَاءِ الأَنْبِيَاءِ , مَنْ اسْتَهَانُوا بِأَمْرِ الصَّلَاةِ , وَبِقَدْرِهَا , ‏قال تعالى ((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا‏ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا)) وَغَيَّا:وَادِي فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ , جَعَلَهُ اللهُ مَأْوَى لِمُضِيعِي الصَّلَوَاتِ , وَمُتَّبِعِي الشَّهَوَاتِ.

  10 -اعْلَمُوا بِأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى , حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا يُصَلُّونَ  , وَلَكِنْ  صَلَاتُهُمْ بَاطِلَةٌ , لِأَنَّهَا قَائِمَةٌ عَلَى أُصُولٍ بَاطِلَةٍ , فَلَمْ يُهْمِلُوا أَوْ يُنْكِرُوا حَقِيقَةَ الصَّلَاةِ  , وَلَكِنْ ضَلُّوا فِي كَيْفِيتِهَا , حِينَمَا عَانَدُوا , وَجَحَدُوا نُبوَّةَ مُحُمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَلَا تَنْفَعُهُمْ صَلَاتُهُمْ , وَلَا تُفِيدُهُمْ , وَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ))  فَهُمْ عَبَدُوا اللهَ , وِفْقَ أَهْوَائِهِمْ , لَاَ وِفْقَ مُرَادِهِ .

 11 – وكَانَ أَهْلُ الشِّرْكِ يُصَلُّونَ لِأَلِهَتِهِمْ وَأَصْنَامِهِمْ , فَجَمِيعُ الأَدْيَانِ السَّمَاوِيَةِ , وَالمِلَلِ الأَرْضِيَّةِ , اتَّفَقَتْ عَلَى حَقِيقَةِ الصَّلَاةِ,  فَهِيَ حَقِيقَةٌ ثَابِتَةٌ , رَاسِخَةٌ كَالجِبَالِ,لَكِنَّهُمْ مَابَيْنَ مُشْرِكٍ فِي أَدَائِهَا , أَوْ لِغَيْرِ اللهِ مُؤَدِّيهَا , , فَهِيَ لَا تُقْبَلُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ, أَتْبَاعِ خَيْرِ الأَنَامْ صلى الله عليه وسلم ,لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهَا لَا تُؤَدَّى , إِلَّا إِلَى اللهِ  وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ,وِفْقَ كِتَابِهِ , وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ, صلى الله عليه وسلم.

12 - تَأَمَّلُوا وَتَدَبَّرُوا , فِي مَوْقِفٍ مَرَّ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم ,حَيْثُ شَاهَدَ رَجُلًا , يُثْلَغُ مِنْ رَأْسِهِ , فَهَالَهُ المَنْظَرُ ,حَيْثُ جَاءَ فِي صَحِيحِ البُخَارِي ,أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ (( أَنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آَتِيَانِ , وَإِنَّهُمَا إِبْتَعَثَانِي , وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي , انْطَلِقْ , وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعْ , وَإِذَا آَخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ , وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ  لِرَأْسِهِ ,فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ , فَيَتَهَدْهَدُ الحَجَرُ هَاهُنَا , فَيْتَبَعُ الحَجَرَ, فَيَأْخُذُهُ , فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ , حَتَّى يَصُحَّ رَأْسُهُ , كَمَا كَانَ ,ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ , فَيَفْعَلُ مِثْلَمَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى . قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْتُ لَهُمَا : سُبْحَانَ اللهِ ! مَا هَذَانِ ؟ )) فَقَالَا لِي : إِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ , فَيَرْفُضُهُ , وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ )) فَانْظُرْ يَارْعَاكَ اللهُ , عَذَابَ مَنْ نَامَ عَنْ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ , مُؤْثِراً الرَّاحَةَ وَالدَّعَةَ عَلَيْهَا؟ فَكَانَ الجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ  , فَالمُسْتَمْتِعُ بِالنَّوْمِ , هُوَ : رَأْسُ الإِنْسَانِ,  فَجَاءَ العَذَابُ عَلَى ذَلِكَ الرَّأْسِ , يَضْرِبُهُ ,وَيَفْلِقُهُ , وَالثَلْغُ : ضَرْبُ الشَّيْءِ اللَيِّنِ , بِالشَّيءِ اليَابِسِ , حَتَّى يَنْشَرِخَ ,فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , مَنْ يَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَ هَذَا العَذَابِ ! , وَفِي الحَدِيثِ إِشَارَةٌ كَأَنَّهَا تَقُولُ : أَيُّهُمَا أَشَدُّ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ اللهِ , تُكْرِهُ نَفْسَكَ عَلَى القِيَامِ لِلْصَلَاةِ, مُجَاهِداً لَهَا , بِإِكْرَاهِهَا عَلَى أَدَاءِ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا, مَعَ رَغْبَتِك بِالنَّوْمِ وَالرَّاحَةِ ؟, لِتَكُونَ عَاقِبَةُ ذَلِكَ : جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ , وَمَقْعَدَ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ؟ أَوْ أَنْ تُرِيحَهَا قَلِيلاً فِي الدُّنْيَا , فَتَكُونَ عَاقِبَةُ ذَلِكَ , أَنْ تُضْجَعَ أَيُّهَا المُفَرِّطُ فِي الصَلَاةِ , رُغْمَ أَنْفِكَ , لَتُعذَّبَ أَيُّهَا الضَّعِيفُ المِسْكِينُ , حَيْثُ تَأْتِي مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ , فَيُعَذِّبَانِكَ عَذَاباً سَرْمَدِياً ,لَا يَتَوَقَّفُ , قال تعالى ((يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26 ))لَقَدْ كَانَ بِاسْتِطَاعَةِ هَذَا المُفَرِّطِ فِي الصَّلَاةِ , أَنْ يُنِقَذَ نَفْسَهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ النَّارِ , وَيَكُونَ مِنْ عِبَادِ اللِه المُفْلِحِينَ .

13 - إِنَّ التَّخَلُّفَ عَنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ , أَوْ النَّوْمِ عَنْهَا ,فَنَاهِيكَ عَنْ كَوْنِ هَذَا الفِعْلِ مُنْكَراً عَظِيماً  .وَمَعْصِيَةً ظَاهِرَةً قَدْ تَصِلُ بِصَاحِبِهَا , إِلَى الكُفْرِ الأَكْبَرِ , المُخْرِجِ مِنَ المِلَّةِ ,ثَبَّتْنَا اللهُ عَلَى دِينِهِ , فَإِنَّ فِي تَرْكِهَا مِنْ سُوءِ الخُلُقِ , وَقِلَّةِ المُرُوءَةِ, مَافِيهِ , فَكَيْفَ يُدْعَى عبدلله إِلَى بَيْتِ اللهِ فَيَرْفُضُ ؟! سُبْحَانَ رَبِّي كَيْفَ يَأْمُرُهُ اللهُ أَنْ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ فَيَأْبَى ؟! أَلَمْ يَسْمَعِ المُنَادِي يُنَادِي حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ؟,  دَعْوَةٌ لًنَا لِنَحْضُرَ إِلَى الصَّلَاةِ , وَكَأَنِّي بِالْمُقَصِّرِ يَقُولُ بِلِسَانِ حَالِهِ: لَا , ثُمَّ يُكَرِّرُ المُنَادِي , النِّدَاءَ مَرَّةً أُخْرَى , ثُمَّ يَأْبَى , ثُمَّ يُحَفزُنَا وُيُغْرِينَا , فَيَقُولُ حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ , فَلَا يُحَرِّكُ عِنْدَ المُقَصِّرِسَاكِناً , ثُمَّ يُذَكِّرُنَا , بِأَنَّ اللهَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ , مِنْ أَيِّ شَيْءٍ , حِينَمَا يَقُولُ المُنَادِي :اللهُ أَكْبَرُ, أَيْ : اللهُ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ , مِمَّا شُغِلْنَا بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّنَا , ثُمَّ يَخْتُمُ المُنَادِي النِّدَاءَ العَظِيمَ , المُوِقِظَ لِقُلُوبِ المُؤْمِنِينَ,  بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ الخَالِدَةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, لَعَلَّهَا تُحْيِ مَنْ فِي قَلْبِهِ إِيمَانٌ , هَلْ رَأَيْتُمْ أَسْوَأَ أَخْلَاقًا مِنْ هَؤُلَاءِ ؟  يُدْعَوْنَ إِلَى بَيْتِ اللهِ فَيَرْفُضُونَ , وَلَوْ دُعُوا إِلَى جَلَسَاتِ أُنْسٍ , وَلَهْوٍ , أَوْ طَعَامٍ, أَوْ شَرَابٍ, لَكَانُوا لَهَا مُبَادِرِينَ , وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ : فِيمَا رَوَى البُخَارِي فِي صَحِيحِهِ ((لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدْ عِرْقاً سَمِيناً ,أَوْ مَرْمَاتَينِ حَسَنَتَيْنِ , لَشَهِدَ العَشَاءَ )) فَلَوْ دُعُوا هَؤُلَاءِ المُقَصِّرِينَ , إِلَى مَأْدَبَةٍ فِيهَا عِرْقٌ , وَهُوَ: العَظْمُ الذِي يُؤْخُذْ مِنْهُ هَبرُ اللَّحْمِ ,أَوْ فِيهِ مَرْمَاتَيْنِ , وَهُمَا : مَا بَيْنَ ظَلْفَيِ الشَّاةَ مِنْ لَحْمٍ , وَقِيلَ المَرْمَاتَيْنِ: لُعْبَةٌ كَانُوا يَلْعَبُونَهَا , بِنِصَالٍ , وخلاصة ذَلِكَ : إِنَّ النَّبِيَ , صلى الله عليه وسلم,لَمَا ذَكَرَ العَظْمَ السَّمِينَ ,وَكَانَ مِمَّا يُؤْكَلُ , أًتْبَعَهُ بِالسَّهْمَيْنِ , لِأَنَّهُمَا مِمَّا يُشْغَلُ بِهِ هَؤُلَاءِ القَوْمِ, فَلَوْ دُعُوا لِأَكْلٍ , أَوْ لَهْوٍ , لَاسْتَجَابُوا ؛ قَالَ الحَافِظُ بنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- : ذَمَّ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم المُتَخَلِّفينَ عَنِ الصَّلَاةِ , بِوَصْفِهِمْ بِالحِرْصِ عَلَى الشَّيْءِ الحَقِيرِ , مِنْ مَطْعُومٍ أَوْ مَلْعُوبٍ  , مَعَ التَّفْرِيطِ فِيمَا يُحَصِّلُ بِهِ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ,وَمَنَازِلُ الكَرَامَةِ فمَصِيرَ المُصَلِّينَ إِلَى الجَنَّةِ, مَتَى مَا صَدَقُوا وَأَخْلَصُوا وَأَصْلَحُوا .

 واعْلَمُوا بِأَنَّ مِنَ المُسْتَحِقِّينَ لِلْنَارِ , تَارِكِي الصَّلَاةِ ,الفُسَّاقَ الفُجَّارَ, الذِينَ سَوْفَ يُجِيبُونَ ,بِذُلٍّ وَصِغَارٍ, وَحَسْرَةٍ وَأَلَمٍ ,عَنْ سَبَبِ كَوْنِهِمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ,كَمَا قَالَ الجَبَّارُ, عَزَّ وَجَلَّ , حَاكِياً عَنْهُمْ قال تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ((  أفَلَا يَتَّعِظُ أَهْلُ العُقُولِ , وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا يُصِيبُ الشَّيْطَانَ مِنْ حَسْرَةٍ , إِذَا رَأَى المُصَلِّينَ يَسْجُدُونَ للهِ , حَيْثُ جَاءَ فِي الحَدِيثِ الذِي رَوَاهُ مُسْلِمُ , فِي صَحِيحِهِ,(( إِذَا قَرأَ ابْنُ آَدَمَ السَّجْدَةَ ,سَجَدَ,اعْتَزَلَ الشَّيَطَانُ يَبْكِي وَيَقُولُ:يَاوَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةَ,وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ لنَّارُ))  فرَبُّوا أَوْلَادُكُمْ عَلَى الصَّلَاةِ , وَقُولُوا لِأَوْلَادِكُمْ كَمَا قَالَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ , لُقْمَانُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى حَاكِياً عَنْهُ قال تعالى(( يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)).فَاسْتَجِيبُوا يَا عِبَادَ اللهِ, لِأَمْرِ اللهِ 

قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي

تويتر، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@

الرياض - ص.ب: 120969 - الرمز: 11689

فاكس وهاتف: 012414080

البريد الإلكتروني: s555549291@gmail.com