|

5 جمادى الأول 1446 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

مواقف ثبات في المحن: 

إنك لتعجب من ثبات بعض الكفار على كفرهم وأهل الباطل على باطلهم مهما نالوا من تعذيب وأذى، مع أنهم على باطل يعلمونه بقراره أنفسهم، بعكس بعض أهل الإسلام الذين لا يقفون أمام محنة ولا يثبتون أمام فتنة، وإلا فغالب أهل الإسلام أهل ثبات، وأهل يقين وثقة بالله، ولعلي أذكر هنا قصة لإحدى الثابتات – من المؤمنات – نحسبها والله حسيبها وهي امرأة فرنسية اسمها «كاترين مورا»، حيث أسلمت وتحول اسمها إلى «جميلة عبد الله» وهي أستاذة جامعية في إحدى الجامعات الفرنسية، أذكر هنا من كلامها ما يناسب موضوعنا، حيث قالت في لقاء معها: 

«إن منع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات مساس صفيق بحرية الإنسان، إن الذي جرى لم يكن قانونًا عاديًا، كان مؤامرة حقيقة ضد الوجود الفاعل للإسلام على الأراضي الفرنسية، حيث ظلت الحركات اليهودية واليمينية تعتبره خطرًا.

لقد تعرضت للطرد التعسفي من الجامعة بسبب الحجاب، حتى أن مدير الجامعة (البروفسور) طلب مني نزع الحجاب مقابل حوافز جديدة، لكني رفضت ذلك، إن الأمر إهانة لي ولديني أن يساومني أحد على حجابي، إن الحجاب ليس مجرد رداء وغطاء للرأس() أنه فكر ليس مجرد لباس، بل هو قناعة ويقين جعلني أشعر لأول مرة بكياني كإنسانة لها كرامتها ووجودها، كيف يساومني عليه ؟ هناك مجموعة من النساء اخترن ترك أعمالهن ودراستهن على ترك حجابهن، لأن هذه قناعة لا يمكن المساومة عليها مهما كان الثمن، إن لدينا يقينًا بالإسلام، ليس لأحد أن يمنعنا من الصلاة في المساجد، وليس لأحد حق أن يمنعنا من ارتداء الحجاب، وليس لأحد حق في أن يمنعنا من القيام بواجباتنا وفق ما يمليه علينا ديننا من احترام الآخرين وعدم المساس بهم أو تحقيرهم، نعم أنا معك في أننا نعيش حربًا حضارية خطيرة على العالم لأجل فرض الصهيونية المسيحية كلغة سياسية ودينية دولية، إن ما يجري في العراق وفي فلسطين وفي العديد من الدول يعري العورات الإمبريالية، ولهذا كلما كانت حربهم علينا كان يقيننا وإيماننا قويًّا بأننا على حق وأن الله – عز وجل – سينصرنا على القوم الظالمين.

كنت أسأل نفسي دائمًا: ما الحل؟ الآن لم أعد أسأل نفسي ما الحل ؛ لأني أعرف أنني اخترت الحل الذي وجهني الله إليه، صدقيني حين أرى إنسانًا يلهث خلف ملذات الحياة أشفق عليه، لأنني أعرف أنهم يعيشون ضياعًا نفسيًّا ووجدانيًّا، أحزن لأجلهم وأتمنى أن أساعدهم للاقتناع أولاً بما أنا مقتنعة به، أقول لهم دائمًا: انظروا إلى الإسلام لم يفقدني شيئًا بل أعطاني كل شيء، الحمد لله على هذا().

فانظر إلى هذه المرأة كيف ثبتت على دينها ورفضت التنازل والإغراءات،  وفضلت مغادرة هذه الجامعة، على أن تتخلى عن الحجاب مع أنه قد وجد من تساهل في هذه القضية ورخص بنزعه بحجة الحاجة ؟!!

إنني أذكر هذا النموذج الحي حتى يعلم أعداء الدين بأن مثل هذه الفتاة الفرنسية التي اعتنقت الدين بعد الكفر قد شعرت بعظمه، فمن ولدوا على الإسلام أشد ثباتًا بإذن الله وسوف يظل الإسلام شامخًا ثابتًا محفوظًا بحفظ الله، ومن زاغ فإنما ظلم نفسه.

قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي

تويتر، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@

الرياض - ص.ب: 120969 - الرمز: 11689

فاكس وهاتف: 012414080

البريد الإلكتروني: s555549291@gmail.com