ايها المؤمنون : عليكم بتقوى الله عز وجل، عظموا أمره، واحذروا سخطه ، زكوا أعمالكم ، واحفظوا جوارحكم ، واشتغلوا وتشاغلوا بما فيه نفعكم واجتماع أمركم.
أيها المسلمون: إن من علامات أهل التقى والصلاح والفوز والفلاح الإيمان بالتنزيل، والخوف من الجليل ، إن أهل التقى والصلاح يخافون ربهم من فوقهم لعلمهم أنه مطلع على أسرارهم ، لا يخفى عليه شيء منهم، يعلم سرهم ونجواهم ؛ فخشوه أشد الخشية ، ورجوه أعظم الرجاء. فقادهم خوفهم إلى الصدق والإخلاص والمتابعة للرحمة المُهداة ، صلى الله عليه وسلم ، فهو أشد الخائفين ، وأعظم الراجين ، وسيد المخلصين ، فلا سلامة إلا بالإخلاص {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }. وقال تعالى : {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ } فهو يعلم الصادق من الكاذب ، والبر من الفاجر ، والمخلص من المرائي {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }.
عباد الله: لقد خلق الله جل وعلا جميع ما في هذا الكون لحكمة ، فما خلق شيئاً عبثاً ، ولم لا؟ وهو أحكم الحاكمين ، وأعظم الخالقين؛ فخلق الخير والشر ليختبر العباد ويميز الخبيث من الطيب ، وليعلم الشقي من السعيد.
إن الذنوب والمعاصي والملذات والشهوات ابتلاءات يبتلي الله بها العباد ليعلم من يخافه بالغيب.
قد يُنعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظُمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
إن الناس لا يرون الله ، ولكن المؤمنين منهم يخافونه وإن لم يروه ، فأفئدتهم وقلوبهم تعرفه بالغيب وتخافه ،وفرائصهم ترتعد إذا ما هموا بمعصيته ، إنهم يخشونه ويحذرون وعيده ولم يشاهدوه ، وما ذلك إلا لإيمانهم به وبما غيَّبه عنهم من الوعد والوعيد ؛ لذلك خشيتهم حاصلة سواءً كانوا في السر أو في العلن خالصة له سبحانه ، وليست لرؤية الناس لهم . فما جعلوه أهون الناظرين إليهم.
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني وتخفي الذنب عن غيري وبالعصيان تأتيني
إن من يخشى الله بالغيب بصدق وإخلاص لا يختلف حاله بسبب حضور أحدٍ أو غيبته.
قال ابن القيم – رحمه الله – : ((إن الخوف علامة على صحة الإيمان وترحُلَّهُ عن القلب علامةُ ترحل الإيمان منه)).
إن الخوف من الله سراج القلب، وكل أحدٍ إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل ، فإنك إذا خِفته فررت إليه.
إن الخائف الوجل يعمل العمل ويخاف ألا يقبل منه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }. قالت عائشة – رضي الله عنها – عندما نزلت هذه الآية سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يابنت الصديق ، لكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون ألا يُقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات.
قال الإمام الألباني – رحمه الله – : ((والسر في هذا الخوف ليس خشية ألا يوفيهم الله أجورهم ، فإن الله لا يخلف وعده ، وإنما السر أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله عز وجل ، وهم لا يجزمون بأنهم قاموا بها على مُراد الله ، بل يظنون أنهم قصَّروا فيها، فهم يخافون ألا تُقبل منهم.
إن الخوف من الله صفة من صفات عباد الله الأتقياء وحزبه النبلاء ، فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، أعظم المتقين وأشد الخائفين بشهادة القرآن الكريم يعلن خوفه من الله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ @ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ @ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.
فليس الخائف من الله من يبكي ويمسح عينيه دونما قول أو فعل ، وليس المراد به ما يخطر على البال من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد ، وإنما الخائف من الله هو من ينزل نفسه منزلة السقيم الذي يحتمي مخالفة طول السِقام ، .
قال ابن عباس : الخائف من ركب طاعة الله تعالى وترك معصيته. قال مجاهد: هو الرجل يريد الذنب فيذكر الله فيدع الذنب ، فهو حينما يهم بالمعصية يذكر مقام الحساب بين يدي رب الأرباب فيفر منها فراره من المجذوم. لذا قال بعض السلف: لا يعد خائفاً من لم يكن للذنوب تاركاً
إن الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة لتعاطي المعصية. إن الخوف من الله تعالى ينهى النفس عن الهوى ويربطها ، فلا يعتد الخائف بمتاع الدنيا الزائف، ولا يغترُ بزخرفها وزينتها لعلمه بوخامة عاقبتها.
لقد قاد الخوف من الله الخائفين إلى التقى فاستوى تُقاهم في سرهم ونجواهم ، إنفاذاً لوصية نبيهم صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنهم ” اتق الله حيثما كنت”.
إن الخائف حينما يُصاب ببعض القصور ويغلبه طغيان شهوة ونخور بحكم ضعفه البشري قاده خوفه وتقاه إلى الندم والاستغفار فسرعان ما يرجع إلى ربه ويأوي إلى رحمته فراراً من شيطانه : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }.
فمن خاض في بحر المعاصي والآثام، واستمرأ المنكرات وتعاطى المحرمات دون خوف من الله ، لا يُعد من الخائفين إذا أصر على معصيته ، فالخائفون من الله لا يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.
إن الناظر في حياة كثير من الناس ليعجب أشد العجب من ذهاب الخشية والرهبة ، فكم من محرمات قد هُتكت!! ومعاصٍ قد ارتكبت!! وما فكر أصحابها في سرعة توبة أو إنابة.
أوَ يُعد من الخائفين من تعاطى الزنا واستمرأه؟!
أوَ يعد من الخائفين من استهان بالمحرمات وأهمل العبادات ، وفرَّط في الجُمع والجماعات؟!
أوَ يُعد من الخائفين من ضيع رعيته ، وفرط في تربية أبنائه. ووضع الدش فوق سطح داره وأطلق العنان لأهل بيته في مشاهدته فخان الأمانة ، وأفسد الناشئة؟!.
أوَ يُعد من الخائفين من عقَّ والديه
أوَ يعد من الخائفين من استبد وظلم ، وطغى واستكبر؟!
أوَ يعد من الخائفين من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر.
أوَ يعد من الخائفين : من اعتكف أمام القنوات وأستمرأ مشاهدة المحرمات من أفلام خليعة وأغانٍ ماجنة ومسلسلات وضيع فيها الأوقات.
أوَ يعد من الخائفين من استمرأ عمل قوم لوط؟!
أوَ يعد من الخائفين من تعاطى المسكرات والمخدرات؟!
أوَ يعد من الخائفين من أكل الربا أو أوكله؟!
أوَ يعد من الخائفين من رشا وارتشى وأكل أموال الناس بالباطل؟!
أوَ يعد من الخائفين من سلب الناس حقوقهم وجحد ديونهم؟!
أوَ يعد من الخائفين من هتك الأعراض ، وسعى بالنميمة للإفساد؟!
أوَ يعد من الخائفين من سحر أو سُحِر له أو أتى الكُهان والعرافين؟!
أوَ يعد من الخائفين من قطع الأرحام .
إن الخائف من الله إذا تعاطى شيئا مما سبق ذكر الله واستغفر من معصيته.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.
فبهذه الإنابة ، وسرعة العودة صحت التوبة والأوبة ، فانتقل من مؤخرة القافلة وذيل القائمة على أعلا المقامات ، وأرفع الدرجات ، قال تعالى: {أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
واعلموا وفقكم الله أن للخوف من الله ثماراً عظيمة وآثاراً حميدة ، فكم فك الخوف من الله تعالى من أسير شهوة ملكت عليه نفسه وأبعدته عن ربه! وكم أطلق من سجين لذات أطبقت عليه سرادقها وكم أطفأ من نار حسد وحقد وغيظ! وكم رد عاقاً إلى والديه! وكم منع من إساءات وتعد وظلم ! وكم فك من رقبة عبدٍ ديونا ومستحقات ! وكم بالخوف من زانية عفت وغانية تنسكت ! وكم من الخوف من ترك رباط وفراراً من زحف عند بوارق السيوف وحمم القذائف ورمي المدافع وزئير الطائرات ! وكم ألان من قلوب قاسية فأذهب عنها سُحب الغفلة فأمطرت دموع الخشية ! وكم من مذنب ما ظن أن يتوب ولو مات نصفه ، فجاءه الخوف فتاب وأناب . فهو النار المحرقة للشهوات المحرمات فبالخوف يحصل الأمن في الآخرة جزاءً وفاقاً . ففي الحديث القدسي الحسن قال الله تعالى : ((وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي. وجاء في الحديث الحسن عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال: كيف تجدك؟ فقال أرجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب مؤمن في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنَّهُ مما يخاف.
إن الخائفين من الله لهم الأمن يوم القيامة ولهم الجزاء العظيم ، والثواب الجزيل ؛ والنعيم ا لمقيم {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }.
فكتب الله لهم بهذا الجهاد الشاق والخوف العظيم الجنة مثابة ومأوى ؛ لأنه يعلم ضخامة هذا الجهاد وما فيه من عظيم البلاء ، وقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } وقال تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ{101} لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ{102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{103} .
نماذج :-
1- لما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم : { يَا أّيَّهَا الَّذيِنَ آمَنٌوا قًوا أَنْفُسَكُم وَأَهْليِكُمْ نَاراً}.
تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة – أو قال : يوم – فخر فتى مغشياً عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال : « يا فتى قل لا إله إلا الله » فقالها , فبشره بالجنة فقال أصحابه : يا رسول الله : أمن بيننا؟ فقال صلى الله عليه وسلم : « أما سمعتم قوله تعالى : { ذَلِكَ لَِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}»أخرجه البيهقي والحاكم بإسناد حسن.
2- قال بلال بن سعد « رُب مسرورٍ مغبونٌ, ورُبّ مغبونٍ لا يشعر. فويلٌ لمن له الويل ولا يشعر, يأكلُ , ويشربُ, ويضحكُ, وقد حقَّ عليه في قضاء الله عزّ وجلّ أنّه من أهل النار , فيا ويلٌ لك روحاً, ويا ويل لك جسداً , فلتَبك , ولتبك عليك البواكي لطول الأبد».
3 – قال أبو بكر القرشي : كان رجل من بلعنبر قد لهج بالبكاء فكان لا يكاد يُرى إلا باكياً , فعاتبه رجل من إخوانه فقال : لم تبكي – رحمك الله – هذا البكاء الطويل؟ فبكى ثمّ قال :
بكيتُ على الذنوب لعظم جُرْمي وحُقَّ لكلّ من يَعْصي البكاءُ
فلـو كان البكـاءُ يَـرُدُّ هَمّي لأسبلتُ الدمـوعَ بهـا دماء
قال ثمّ بكى فغشي عليه فقام الرجل عنه وتركه.
4 – كان ضرار ومحمد بن سوقة إذا كان يوم الجمعة طلب كلّ واحد منهما صاحبه فإذا اجتمعا جلسا يبكيان.
5 – عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يضحكون ويمزحون فقال : « أكثِروا ذكر هادم اللذَّات». إسناد رجاله ثقات.
6 – عن ابن بريدة قال : لو عُدل بكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أُهْبط إلى الأرض ما عدَله. إسناد رجاله موثقون
7 – عن جبير بن نفير قال : دخلتُ على أبي الدرداء منزله بحمص , فإذا هو قائم يًصلي في مسجده, فلّما جلس يتشهّد, جعل يتعوّذ بالله من النفاق , فلمّا انصرف قلتُ : غَفَر الله لكَ يا أبا الدرداءّ ما أنت والنفاق؟ قال : اللّهم غَفرًا – ثلاثاً – مَنْ يأمنٌ البلاءَ ؟ والله إنّ الرجلَ لِيَفْتَتِنُ في ساعةٍ فينقلبُ عن دينه. رجل إسناده ثقات
8 – سمعت محسن بن موسى يقول : كنت عديلَ سفيان الثوري إلى مكّة فرأيته يًكثر البكاء فقلتُ له : يا أبا عبدالله بكاؤُك هذا خوفاً من الذنوب؟ قال : فأخذ عوداً من المحل فرمى به فقال : إنّ ذنوبي أهونُ عليّ من هذا , ولكني أخاف أن أًسْلبَ التوحيد.
9 – لما احتُضِر عمرو بن قيس الملائي بكى قال له أصحابه : على ما تبكي من الدنيا؟ فو الله لقد كنتَ غضيض العيش أيّام حياتك. فقال : والله ما أبكي على الدنيا وإنمَا أبكي خوفاَ من أن أحرم خير الآخرة.
10- عن رزين أبي أسماء أنّ رجلاً دخل غيضة فقال لو خلوت هاهٌنا بمعصية من كان يراني فسمع صوتاً ملأ ما بين لابَتَي الغيضة : }أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ{
11 – حدثنا الأصمعي , قال : كنتُ أطوف بالبيت فرأيت أعربياً يطوف – فذكر قصة – قال قلتُ فبينك وبين من تهوى شيء؟ قال : لا إلاّ ليلة فإني رُمْتُ منها شيئا , فقالت أما تستحي؟ قلت : وممّن أستحي فلا يرانا إلاّ الكواكب؟ قالت فأين مُكَوْكِبُها؟
12 – لَقِي رجلٌ أعرابيةً فأرادها على نفسها , فأبت وقالت : أيْ ثكلتك أمك ! أما لك زاجرٌ من كرم ؟ أما لك ناهٍ من دين؟ قال قلت : والله إنّه لا يرانا إلاّ الكواكب. قالت ها بأبي أنت, وأين مُكوكبها؟
13- قال لي المأمون : يا إبراهيم قال لي الرشيد : ما رأت عيناي مثل الفضيل بن عياض , قال لي – وقد دخلت عليه – يا أمير المؤمنين فَرِّغْ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه, فيقطعاك عن معاصي الله تعالى , ويُباعداك من عذاب النار.
14- قال لي : أحمد بن عاصم الأنطاكي: قِلّةُ الخوف من قلّة الحزن في القلب وإذا قَلّ الحُزْنُ في القلب خرِبَ كما يَخْربُ البيتُ , إذا لم يسكن خرب.
15- قال ابن المبارك : من أعظم المصائب لرجل أن يعلم من نفسه تصيرا, ثمّ لا يبالي ولا يحزن عليه.
16- سمعت شقيقاً يقول : ليس للعبد صاحبٌ خيرٌ من الهمّ والخوف : همّ فيما مضى من ذنوبه , وخوف فيما لا يدري ما ينزل به.
قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي
تويتر، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@
الرياض - ص.ب: 120969 - الرمز: 11689
فاكس وهاتف: 012414080
البريد الإلكتروني: s555549291@gmail.com