إِنَّ أَعْظَمَ الْجَوَارِحِ اِخْتِرَاقًا لِلْحُرُمَاتِ هُوَ اللِّسَانُ، قَالَ تَعَالَى: ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [ النور 15] ، وَفِي هَذَا أَمْرٌ وَاضِحٌ بِوُجُوبِ أَنْ يُوَظِّفَ الْمُسْلِمُ لِسَانَهُ بِالْخَيْرِ نَاطِقًا وَسَاكِتًا ؛ فَالْمُسْلِمُ لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا يَرْجُو بِهِ الرِّبْحَ وَالزِّيَادَةَ فِي دِينِهِ ، فَالْقُلُوبُ كَالْقُدُورِ تَغْلِي بِمَا فِيهَا وَالْأَلْسِنَةُ مَغَارِفُهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: «الفَمُ وَالفَرْجُ»( ) . وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَحْمِي نَفْسَهُ مِنَ الأَكْلِ الْحَرَامِ، والظُّلْمِ، وَالوقُوعِ فِي الْفَوَاحِشِ الْعَمَلِيَّةِ،وَيَصْعُبُ عَلَيهِ أَنْ يَتَحَفَّظَ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»( ). وَلِتَعْلَمَ أَخِي الْمُسْلِمَ أَثَرَ الْكَلِمَةِ السَّيِّئَةِ عَلَى صَاحِبِهَا؛ فَانْظُرْ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟! فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ "( )، فَهَذَا الْعَابِدُ الَّذِي عَبَدَ اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَعْبُدَهُ، أَحْبَطَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ عَمَلَهُ كُلَّهُ. ثم قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ)،وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْفَعُهُ:« وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»( ).
وَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ :
اِحْذَرْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانْ لَا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانْ
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَحْذَرَ -كُلَّ الْحَذَرِ - مِنْ الْأَلفَاظِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، الَّتِي يَكُونُ فِي بَعْضِهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي بَعْضِهَا خَلَلٌ فِي الْاِعْتِقَادِ أَوْ الْفَهْمِ، وَكَمَا قَالَ اللهُ : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [ الكهف 103- 104] ، إِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَضْبِطَ أَلْفَاظَهُ وَعِبَارَاتِهِ بِضَابِطِ الشَّرْعِ ، وَالْمَنْهَجِ الْحَقِّ . وَلَعَلَّنَا فِي هّذِهِ الْخُطْبَةِ نَتَنَاوَلُ بَعْضَ الْعِبَارَاتِ الدَّارِجَةِ:
1- قَوْلُ بَعْضِهِمْ حِينَمَا يُرَاجِعُ جِهَةً مِنَ الْجِهَاتِ فَيَسْأَلُهُ رِفَاقُهُ : مَنْ وَاسِطَتُكَ عِنْدَ هَذِهِ الْجِهَةِ ؟ فَيُجِيبُ بِلَا تَرَدُّدٍ : وَاسِطَتِي اللهُ .
تَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِهِ عُلُوًّا كَبِيرًا،فَشَأَنُ اللهِ أَعْظَمٌ؛فَإِنَّ اللهَ لَا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عِنَدَ خَلْقِهِ،وكَانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ وَاللَّائِقِ أَنْ يَقُولَ : ذَهَبْتُ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ .
2- وَمِنَ الْعِبَارَاتِ الدَّارِجَةِ- وَهِيَ خَطَأٌ- قَوْلُ بَعْضِهِمْ حِينَمَا تُوكَلُ إِلَيْهِ مَهَمَّةٌ،أَوْ يَسْعَى فِي مَهَمَّةٍ، فَيُسْأَلُ: كَيْفَ عَمَلُكَ ؟ فَيُجِيبُ : أَدَّيْتُ مَا عَلَيَّ، وَالْبَاقِي عَلَى اللهِ . سُبْحَانَ اللهِ ! كَأَنَّهُ يَقُولُ : لَمْ يَحْدُثْ مِنِّي نَقْصٌ، وَلَمْ يَبْدُرْ مِنِّي تَقْصِيرٌ فِي الْجُزْءِ الْمُوكَلِ لِي، وَبَقِيَ مَا عَلَى اللهِ . أَجَعَلْتَ نَفْسَكَ للهِ نِدًّا ؟! بَلْ وَأَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ وَوَصَفَهَا بِالْكَمَالِ،وَأَمَّا الْقُصُورُ - إِنْ حَدَثَ - فَلَيْسَ مِنْهُ، فَمِمَّنْ ؟؟ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا؛فَالْمُسْلِمُ فِي كُلِّ أُمُورِهِ وَأَعْمَالِهِ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ،وَلَا يَتَّكِلُ عَلَى نَفْسِهِ،وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ :«اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو،فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ،وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ،لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»( )، وَالْمَنْهَجُ الشَّرْعِيُّ أَنْ يَقُولَ هَذَا الرَّجُلُ : فَعَلْتُ الْأَسْبَابَ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ،قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ»( ) ، أَيْ عَلَيْكَ فِعْلُ الْأَسْبَابِ . فَهَذَا هُوَ الْمَنْهَجُ الشَّرْعِيُّ فِي مِثْلِ تِلْكَ الْعِبَارَاتِ .
3- وَمِنَ الْعِبَارَاتِ الدَّارِجَةِ ، قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ،فِي بَعْضِ الْمُنَاسَبَاتِ : وَلِيمَتُنَا الْقَادِمَةُ فِي بَيْتِ فُلَانٍ ، فَيَنْبَرِي أَحَدُ الْحُضُورِ ، وَيَقُولُ مُتَسَرِّعًا : فُلَانٌ يُطْعِمُنَا فِي دَارِهِ؟ (يِجِيب الله مَطَر) وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ فِيهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ اللهِ ، فَهَذِهِ الْعِبَارَةُ لَا تَخْرُجُ عَنْ اِحْتِمَالَيْنِ، وَكِلَاهُمَا أَسْوَءُ مِنْ الْآخَرِ : فَالْاِحْتِمَالُ الْأَوَّلُ : إِنَّهُ ضَرَبَ مَثَلًا لِاسْتِحَالَةِ أَنْ يَدْعُوَهُمْ فُلَانٌ، بِاسْتِحَالَةِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الْمَطَرَ .
الْاِحْتِمَالً الثَّانِي : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ بَخِيلٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُكْرِمَنَا ،كَمَا أَنَّ اللهَ ( وَاللهِ لَا أَسْتَسِيغُ أَنْ أَقُولَهَا،وَلَكِنْ أَقُولُ: تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا) ؛ فَاللهُ كَرِيمٌ جَوَادٌ لَطِيفٌ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ ، وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ : أَلَيْسَ مِنَ الْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ قَصْدُهُ بِأَنَّ مَوْعِدَ هَذَا اللِّقَاءِ عِنْدَ نُزُولِ الْأَمْطَارِ؟ فَيُقَالُ : سِيَاقُ الْأَلْفَاظِ لَا يَشِي بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ قَالَهَا عَلَى سَبِيلِ الْاِسْتِنْكَارِ،وَلَوْ كَانَتْ هّذِهِ نِيَّتُهُ؛فَلَا حَرَجَ بِصِحَّةِ اللَّفْظَةِ،مَعَ أَنَّهَا تَبْقَى مُوهِمَةً . وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ : إِنَّ هَذَهِ الْأَلْفَاظَ قَدْ تَكُونُ مَقَاصِدُ قَائِلِيهَا حَسَنَةً ، فَيُقَالُ : حُسْنُ الْقَصْدِ، لَا يُصَحِّحُ قُبْحَ الْقَوْلِ؛وَلِذَا حَذَّرَ النَّبِيُّ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،مِنْ أَنْ يَشُقَّ أَحَدُنَا عَلَى نَفْسِهِ فِي الصَّلَاةِ ؛فَيَدْعُو عَلَى نَفْسِهِ،مَعَ أَنَّهُ يُرِيدُ الدُّعَاءَ لَهَا؛فَعَنْ عَائِشَةَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا نَعَسَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنْصَرِفْ،لَعَلَّهُ يَدْعُو عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي»( ).
4- وَمِنَ الْأَلْفَاظِ الدَّارِجَةِ، وَالَّتِي ليَسَ فِيهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ اللهِ ؛ وَإِنَّمَا فِيهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ النَّاسِ؛ حِينَمَا يَأْتِي الْإِنْسَانُ لِيُعَزِّيَ آخَرَ، فَيُبَادِرُ المُعزَّى، بِالرَّدِّ عَلَى الْمُعزِّي، بِقَوْلِهِ : لَا أَرَاكَ اللهُ مَكْرُوهًا ! وَهَذِهِ الَّلفْظَةُ وَإِنُ كَانَ مَقْصِدُ قَائِلِهَا حَسَنٌ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهَا فِيهِ دُعَاءٌ عَلَى المُعزِّي ؛فَكَأَنَّهُ يَقُولُ : جَعَلَكَ اللهُ أَوَّلَ أَهْلِكَ وَفَاةً،لِأَنَّهُ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ إِلَّا وَسَيَرَى مَا يَكْرَهُهُ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَمْرَضُ، أَوْ يَمْرَضُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ وَأَخِلَّائِهِ، أَوَيَمُوتُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ وَأَخِلَّائِهِ،وَهَذَا مَكْرُوهٌ عِنْدَهُ،فَكَأَنَّهُ يَقُولُ : جَعَلَكَ اللهُ تَمُوتُ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ وَفَاةَ غَيْرَكَ،أَوْ مَرَضَ غَيْرِكَ،أَوْ مَرَضَكَ؛ فَهُوَ أَرَادَ الْخَيْرَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُحْسِنِ الْعِبَارَةَ.وَيُذْكَرُ أَنَّ رَجُلًا زَارَ الْإِمَامَ الشَّافِعِيَّ فِي مَرَضِهِ،فَقَالَ لَهُ: قَوَّى اللهُ ضَعْفَكَ،فَقَالَ:لَوْ قَوَّى ضَعْفِي لَهَلَكْتُ،فَقَالَ:مَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ،فَمَاذَا أَقُولُ؟ قَالَ : قُلْ:أَبْرَأَكَ اللهُ مِنْ مَرَضِكَ .
5- وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ ، قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ " اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِي لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ "، وَهَذَا دُعَاءٌ مَمْنُوعٌ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ إِلَّا وَيَحْتَاجُ لِغَيْرِهِ ، وَلَمَّا سَمِعَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ،رَحِمَهُ اللهُ،رَجُلًا يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِي لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ! قَالَ: هَذَا رَجُلٌ تَمَنَّى الْمَوْتَ( ) ، فَالْأَصْوَبُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِي إِلَى شِرَارِ خَلْقِكَ .
6- وَمِنَ الْأَلْفَاظِ الدَّارِجَةِ ، قَوْلُ بَعْضِهِمْ : اللهُ يُعَامِلُنَا بِعَدْلِهِ ، وَالْأَلْيَقُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِفَضْلِكَ وَعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ( ) .
7- وَمِنَ الْأَلْفَاظِ الدَّارِجَةِ أيضًا،أَنْ يَقُولَ الْمَظْلُومُ لِلظَّالِمِ:ظَلَمْتَنِي،اللهُ يَظْلِمُكَ.وَهَذَا بَاطِلٌ مُحَالٌ عَلَى اللهِ،وَلَا تَجُوزُ نِسْبَةُ الظُّلْمِ للهِ؛لِقَوْلِهِ تَعَالَى:( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) [ آل عمران 182] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [ الكهف 49].
8- وَمِنَ الْأَدْعِيَةِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا،قَولُ بَعْضِهِمْ إِذَا دَعَا عَلَى خَصْمِهِ،أَوْ عَدُوِّهِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ : اللَّهُمَّ، اِسْلِبْهُ الإِيمَانَ .قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ : إِنَّهُ عَصَى بِذَلِكَ( )،قُلْتُ : وَلَعَلَّ السِّرَّ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ دَعَا بِأَنْ يَكُونَ هَذَا الْإِنْسَانُ عَاصِيًا للهِ،وَهَذَا لَا يَجُوزُ؛فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:«لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ،مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ»( ).وَأَيُّ إِثْمٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَدْعُوَ مُسْلِمٌ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ،بِأَنْ يَرْتَدَّ عَنْ دِينِ اللهِ .
أسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الزلل والخطأ .
__________________________________
قاله وكتبه:أبو عبد الإله الدكتور / صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي
تويتر ، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@
البريد الإلكتروني:s555549291@gmail.com