الخُطْبَةُ الْأُولَى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ: إنَّ هَذَا الدِّينَ عَظِيمٌ، دِينٌ يُرَاعِي مَصَالِحَ النَّاسِ الدِّينِيَّةَ وَالدُّنْيَوِيَّةَ، وَيَرْبِطُ فِيغَالِبِ أَحْكَامِهِ بَيْنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، فَلَمْ يَتْرُكْ أَمْرًا فِيهِ لِلنَّاسِ مَصْلَحَةٌ أَوْ مَنْفَعَةٌ إِلَّا بَيَّنَأَحْكَامَهُ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَصَالِحِ النَّاسِ فِي دُنْياهُمْ: الْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ، فَفِيهِمَا قِوَامُ الْحَيَاةِ، فَأَحَلَّاللَّهُ الْبَيْعَ مُرَاعَاةً لِمَصَالِحِ النَّاسِ، وَحَرَّمَ الرِّبَا رَحْمَةً وَرِفْقًا بِهِمْ، وَحَذَّرَ مِنْ بَخْسِ الْمِيزَانِ،فَقَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)).
فَهَذَا وَعِيدٌ عَظِيمٌ مِنَ اللهِ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ لَا هَمَّ لَهُمْ إلَّا أَنْفُسُهُمْ، فَعِنْدَمَا يَكُونُ الْأَمْرُ مُتَعَلِّقًابِمَصَالِحِهِمْ يَكُونُونَ مِنْ أَدَقِّ النَّاسِ، وَأَحْرَصِهِمْ عَلَى دِقَّةِ الْمِيزَانِ، أَمَّا إِذَا كَانَ الْأَمْرُ مُتَعَلِّقًابِغَيْرِهِمْ فَإِنَّكَ تَرَى الْبَخْسَ وَالظُّلْمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ لِتُوقِظَ الْغَافِلَ مِنْ غَفْلَتِهِ، وَتُحَذِّرَالظَّالِمَ مِنْ ظُلْمِهِ.. وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِ اللهِ عَلَى أَهْلِ الظُّلْمِ فِي الْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ، وَالْغِشِّ فِيالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ؛ أَهْلَكَ اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ بِسَبَبِ بَخْسِهِمْ فِي الْمِيزَانِ، وَغِشِّهِمْ لِلْأَنامِ،فَقَالَ اللهُ فِيهِمْ :(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْجَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ).
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ الْحِسَابَ قَادِمٌ، وَالْبَعْثَ لَا مَحَالَةَ كَائِنٌ، وَكُلٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَلْقَى رَبَّهُ، وَيُقَابِلُأَعْمَالَهُ، فَفِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ يُنْصِفُ اللهُ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذِينَ غَفَلُوا عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَعَاشُوا حَيَاةَ الظُّلْمِ وَالْغَفْلَةِ، فَيَا مَعْشَرَ الْبَاعَةِ؛ اتَّقُوا اللهَ عِنْدَ بَيْعِكُمْ وَشِرَائِكُمْ، لَقَدْ حَذَّرَنَااللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ، فَقَالَ: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ)، فَكُلُّ مَنْ يُنْقِصُالنَّاسَ حُقُوقَهُمْ فَهُوَ مُتَوَعَّدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ.
قَالَ تَعَالَى:(
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنَ التُّجَّارِ مَنْ أَدْمَنُوا الْغِشَّ وَالْخِدَاعَ، وَعَاشُوا عَلَى هَذِهِ الرَّذَائِلِ حَتَّىصَارَتْ لَهُمْ خُلُقًا اسْتَمْرَؤُوهُ، وَأَنِسُوْا بِهِ، وَسَكَنُوا إِلَيهِ، وَغَفَلُوا عَنْ أَنَّ اللهَ سَيُوقِفُهُمْ بَيْنَيَدَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ صُوَرَ الْغِشِّ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ تَدْخُلُ فِي كُلِّ الْمَبِيعَاتِ، فَهُنَاكَ مَنْ يَغُشُّ عِنْدَبَيْعِ الْعَقَارِ، سَواءٌ عِنْدَ بَيْعِ الْأَرَاضِي أَوِ الْفِلَلِ أَوِ الشُّقَقِ، دَيْدَنُهُ وَمَنْهَجُهُ الْغِشُّ وَالْخِدَاعُ، لَايَعِيشُ إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، فَكَمْ مِنْ مِسْكِينٍ دَفَعَ الْأَمْوَالَ الطَّائِلَةَ لِيَشْتَرِيَ بَيْتًا ثُمَّ يُفَاجَأُ بِأَنَّهُ قَدْخُدِعَ وَغُبِنَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَأَصْبَحَ مَصْدَرًا لِشَقَائِهِ وَتَعَاسَتِهِ، وَأَصْبَحَ هَمًّا عَلَى رَأْسِهِ يَدْفَعُمَا يَمْلِكُ وَزِيادَةً لِصِيَانَتِهِ وَإِصْلاحَاتِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِسَبَبِ غِشٍّ أَوْ خِدَاعٍ أَوْ مَكْرٍ مُكِرَ بِهِ، أَفَلَايَتَّقِي اللهَ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةُ، فَأَمْرُ الصِّدْقِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَعَامَّةُ الْخَلْقِ يَحْتَاجُونَإِلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ صُوَرِ الظُّلْمِ مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ التُّجَّارِ الَّذِينَ يَحْتَكِرُونَ حَاجَاتِ النَّاسِالْأَسَاسِيَّةَ، ثُمَّ يَقُومُونَ بِبَيْعِهَا بِأَغْلَى الْأَثْمانِ، وَيُبَالِغُونَ بِالرِّبْحِ حَتَّى إِنَّ الْبَعْضَ يَرْبَحُعَشَرَاتِ الْأَضْعَافِ، وَيَظُنُّ أَنَّ اللهَ عَنْهُ غَافِلٌ، وَمَا تَنَبَّهَ وَمَا تَذَكَّرَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ قَالَ: (وَلَاتَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)؛ وَلِذَلِكَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَنْ يَتَجَنَّبُوا الْاِحْتِكَارَ الَّذِي نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: (مَنِاحْتَكَرَ على المُسْلِمينَ طَعامَهُمْ ضَرَبَهُ اللهُ بالجُذامِ والفالِجِ). أَخْرَجَهُ الضِّيَاءُ فِي المُخْتَارَةِ. وَفِي رِوَايَةٍ: (مَنِ احتَكَرَ على المُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالإِفْلاسِ أو بِجُذامٍ). قَالَ عَنْهُأَحْمَد شَاكِر فِي عُمْدَةِ التَّفْسِيرِ: إِسْنادُهُ صَحِيحٌ.
إِنَّ مِنْ أَسْوَأِ الْأَخْلَاقِ الَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا التَّاجِرُ: أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْاِحْتِكَارِ، وَيَقُومَبِاسْتِغْلالِ النَّاسِ، وَهُوَ لَا يَرْضَى أَنْ يُعَامَلَ بِمِثْلِ هَذَا التَّعَامُلِ، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ :
وتَعذِرُ نَفْسَك إمَّا أسَأْتَ
وتُبصِرُ في العَينِ مِنْهُ القَذَى
وغَيرَكَ بِالعُذْرِ لا تَعذِرُ
وَفي عَينِكَ الجِذْعَ لا تُبصِرُ
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) يُشِيرُ إِلَى أَنَّ عَدَمَالْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ، أَوِ الشَّكَّ فِيهِ، هُوَ الدَّافِعُ لِكُلِّ شَرٍّ، وَالْمُضَيِّعُ لِكُلِّ خَيْرٍ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ إِيمَانٌرَاسِخٌ، وَيَقِينٌ جَازِمٌ بِالْبَعْثِ وَالسُّؤَالِ لَمَا تَجَرَّأَ عَلَى بَخْسِ النَّاسِ حُقُوقَهُمْ، أَلَا فَلْيَتَّقِ اللهَ كُلُّمُؤْمِنٍ عِنْدَ بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْصَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهُما فِي بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّفِي صَحِيحِهِ.
عِبَادَ الله؛ وَمِنَ الْمَصَالِحِ الَّتِي يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهَا، وَالْتِزَام طاعة ولي الأمر فيها: اجتناب التَّسَتُّرِ الَّذِي جَلَبَ الشَّرَّ وَالْوَيْلَاتِ لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، وَأَفْسَدَ غَايَةَ الْفَسَادِ، وَلَا ينْكِرُ ذَلِكَ إِلَّا ِمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بوَاقِعِ الْحَالِ، وَمَآلَاتِ الْأُمُورِ، أَوْ صَاحِبِ هَوًى غَلَّبَ بَعْضَ مَصَالِحِه عَلَى مَصَالِحِ النَّاس، أَوْ ذِي عَاطِفَةٍ تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ؛ وَكَمْ يَقْبَعُ خَلْفَ الْقُضْبَانِ مِنْ ضَحَايَا الْمُتَسَتَّرُ عَلَيْهِمْ! وَكَمْ لَحِقَتِ الدُّيونُ الْهَائِلَةُ الْمُتَسَتِّرِينَ!
فَالتَّسَتُّرُ أَوْقَعَ بُيُوتًا كَثِيرَةً فِي وَرَطَاتٍ وَنَكَبَاتٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ.
وَكَمْ نَهَبَ الْمُتَسَتَّرُ عَلَيْهِمْ مِنْ مِلْيَارَاتٍ حَرَمُوا الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ مِنْهَا!
وَالتَّسَتُّرُ مُحَرَّمٌ بِالشَّرْعِ؛ لِأَنَّ فِيهِ كَذِبًا وَزُورًا وَتَدْلِيسًا، وَمُجَرَّمٌ في ِالنِّظَامِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ مُخَالَفَةٍ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ وَالْأَنْظِمَةِ الَّتِي رُتِّبَتْ عَلَيْهَا هَذِهِ الْقَرارَاتُ.
وَالتَّسَتُّرُ -بِاخْتِصَارٍ- أَنْ تَكُونَ الشَّرِكَاتُ، أَوِ الْمُؤَسَّسَاتُ، أَوِ الْمَحِلَّاتُ الصَّغِيرَةُ أَوِ الْكَبِيرَةُ فِي الظَّاهِرِ بِاسْمٍ، وَمَالِكُهَا الْحَقِيقِيُّ شَخْصٌ آخَرُ خَوَّلَ لَهُ الْمُتَسَتَّرِ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهَذَا الْعَمَلِ، وَأَنْ يُنْشِئَ هَذَا الْمَقَرَّ، وَأَنْ يَعْمَلَ لِحِسَابِهِ الشَّخْصِيِّ فِي الْبَاطِنِ، وَأَمَّا فِي الظَّاهِرِ وَأَمَامَ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ وَالرِّقَابِيَّةِ فَهِيَ بِاسْمِ مَنْ تَنْطَبِقُ عَلَيْهُ الشُّرُوطُ، فَيَعْبَثُ الْمَالِكُ الْحَقِيقِيُّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِاسْمِ الْمَالِكِ الصُّورِيِّ الَّذِي يَكُونُ فِي النِّهَايَةِ ضَحِيَّةً لِلْمَالِكِ الْحَقِيقِيِّ.
والتَّسَتُّرُ أَنْوَاعٌ؛ وَمِنْ أَخْطَرِهَا:
أَوَلَّا/ أَنْ يُنْشِئَ مُواطِنٌ مَحِلًّا، وَيَسْتَخْرِجَ أَوْرَاقَه النِّظَامِيَّةَ بِاسْمِهِ وَالْمَالِكُ الْحَقِيقِيُّ لَهُ، والمدير له مِنْ غَيْرِ الْمُوَاطِنِينَ، الذي سَلَّمَ لَهُ الْمَالِكُ الصُّورِيُّ كَافَّةَ الصَّلَاحِيَّاتِ، وَتَكُونُ هُنَاكَ فِي بَعْضِ الْحَالَاتِ أَوْرَاقٌ بَيْنَهُمَا خَارِجِيَّةٌ؛ لِحِفْظِ الْحُقُوقِ -كَمَا يَزْعُمُونَ- وَلَا تَنْفَعُ صَاحِبهَا، فَقَدْ يَهْرُبُ الْوَافِدُ بَعْدَمَا اسْتَوْلَى عَلَى أَمْوَالٍ مِنْ جَرَّاءِ عَبَثِهِ بِهَذِهِ الْمُنْشَأَةِ، وَيَتفَاجَأُ الْمَالِكُ الصُّورِيُّ بَعْدَ هُرُوبِ الْمَالِكِ الْحَقِيقِيَّ بَأَنَّ هَذِهِ الْمُنْشَأَةَ قَدْ لَحِقَتْهَا دُّيُونُ وَخَسَائِرُ، وَهُوَ الْمَسْؤُولُ أَمَامَ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ، فَتُوقَفُ خِدْمَاتُهُ، وَتَتَكَدَّرُ حَيَاتُهُ، وَقَدْ تَكُونُ الْمَدْيونِيَّاتُ ملايينَ إِنْ لَمْ تَبْلُغْ عَشَرَاتِ الْمَلَايينِ.
فَكَمْ أَخَذَ الْمُتَسَتَّرُ عَلَيْهِمِ مِنْ تَسْهِيلَاتٍ بَنْكِيَّةٍ، وَمَا إِنْ أَوْدَعُوهَا فِي حِسَابَاتِهِمْ، وَحَوَلُّوْهَا إِلَى بُلْدَانِهِمْ إِلَّا وَقَد هَرَبُوا، ثُمَّ يَتَفَاجَأُ الْمَالِكُ الصُّورِيُّ بِهَذِهِ الْمَدْيونِيَّاتِ الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا؛ فَطَمَعُهُ في آلَافِ الرِّيَالَاتِ الَتِي يَسْتَلِمْهَا مِنْ الْمُتَسَتَّرُ عليه أَلْزَمَهُ عَشَرَاتِ الْمَلَايينِ، وَهَذِهِ حَقَائِقُ لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا مُعَانِدٌ، أَوْ مُكَابِرٌ، أَوْ مُجَادِلٌ بِغَيْرِ عِلمٍ.
وُهُنَا حَلَّتِ الْأَضْرَارُ بِالْبَلَدِ حِينَمَا نُهِبَتْ خَيْرَاتُهُ، وَأُخْرِجَتْ بِغَيْرِ وَجْهٍ شَرْعِيٍّ أَمْوَالُهُ، ثُمَّ ذَلِكَ الْمُوَاطِنُ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَحِقَتْهُ الدُّيونُ دُونَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهَا، ثُمَّ أُسْرَتُهُ الَّتِي تُعَانِي الْوَيْلَاتِ بِسَبَبِهِ؛ إِمَّا بِسَبَبِ دُيونِهِ، أَوْ بِسَبَبِ سَجْنِهِ.
إِنَّ هُنَاكَ مَنْ يَطْمَعُ فِي آلَافِ الرِّيَالَاتِ تَدْخُلُ فِي رَصِيدِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ شَرْعِيٍّ، وَيَخْسَرُ بِسَبَبِهَا خَسَائِرَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ.
ثَانِيًا/ مِنَ التَّسَتُّرِ أَنْ يُنْشِئَ إِنْسَانٌ مَحِلًّا ثم َيَعْمَلَ فِيهِ بَعْضُ الْعِمَالةِ لَا يُخَوِّلُ لَهُمُ النِّظَامُ الْحُصُولَ عَلَى قُرُوضٍ، وَيَسْتَلِمُ الْمَالِكُ الصُّورِيُّ مِنْ هَؤُلَاءِ الْعُمَّالِ أَمْوَالًا بِغَيْرِ حَقٍّ، وَيَتَعَامَلُ مَعَهُمْ بِتَعَسُّفٍ فَيَجْعَلُهُمْ يَحْمِلُونَ الْحِقْدَ وَالْكَرَاهِيَّةَ لِلْبِلَادِ، فَيَعْمَلُ بَعْضُهُمْ بِغَيْرِ إِخْلَاصٍ، وَيُفْسِدُونَ عِنْدَ الْبِنَاءِ وَالْأَعْمَالِ وَلَا يُصْلِحُونَ؛ بَلْ قَدْ تَنْهَدِمُ الْمَقَارُّ الَّتِي قَامُوا بِبُنْيَانِهَا أَوْ تَتَضَرَّرُ، فَيُلْزَمُ الْمُتَسَتَّرُ عَلَيْهِم بِالْمَسْؤُولِيَّةِ كَامِلَةً، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَى إِدَارَةِ عَمَلِهِ بِنَفْسِه، فَمَا أَلْزَمَهُ أَحَدٌ أَنْ يَلْجَأَ لِلتَّسَتُّرِ الَّذِي ضَرَرُهُ عَظِيمٌ، وَشَرُّهُ جَسِيمٌ.
فَعَلَيْنَا -عِبَادَ اللهِ- أَنْ نَتَّقِيَ اللهَ فِي أَنْفُسِنَا وَفِي أَهْلِينَا، وَأَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ هَذَا الْعَمَلِ الْمُشِينِ الْمُخَالِفِ لِلشَّرْعِ وَالنِّظَامِ.
عِبَادَ اللهِ! إِنَّ التَّسَتُّرَ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ، وَالتَّدْلِيسِ، وَالْفَسَادِ، وَتَدْمِيرِ الْأُسْرَةِ، وَتَشْتِيتِ شَمْلِها مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، وَلَا نُلْقِي الْكَلَامَ عَلَى عَوَاهِنِهِ مِنْ دُونِ عَلْمٍ أَوْ دِرَايَةٍ.
وَمِنْ أَخْطَرِ أنْوَاعِ التَّسَتُّرِ وَالْجُرْحِ الَّذِي يَصْعُبُ انْدِمَالُهُ، وَالْخَرْقِ الَّذِي يَصْعُبُ رَقْعُهُ: التَّسَتُّرُ الْأُسَرِيُّ؛ حَيْثُ يَقُومُ أَحَدُ أَفْرَادِ الْعَائِلَةِ الَّذِي لَا يُخَوِّلُ لَهُ النِّظَامُ افْتِتَاحَ الْمَحِلَّاتِ، أَوْ يُلْزِمُهُ بِشُرَكَاءَ فِي حَالِ تَغْييرِ نِظَامِ نَشَاطِهِ، فَيُنْشِئُ الْمُنْشَأَةَ بِاسْمِ قَرِيبِهِ أَوْ قَرِيبَتِهِ، أَوْ أُخْتِهِ أَوْ أَخِيهِ، أَوْ زَوْجَتِهِ أَوْ ابْنِهِ، وَهُنَا يَقَعُ الضَّرَرُ مِنَ التَّسَتُّرِ مِنْ جِهَتَيْنِ:
أَوَّلًا/ أَلَّا يُدِيرُها بِنَفْسِهِ، فَأَنْشَأَ الشَّرِكَةَ بِاسْمِ أُخْتِهِ، ثُمَّ سَلَّمَهَا لِوَافِدٍ يَثِقُ بِهِ، فَلَحِقَتِ الْأَضْرَارُ بِأُخْتِهِ، أَوْ قَرِيبِهِ، أَوْ يُدِيرُهَا بِنَفْسِهِ، فَلَا يُحْسِنُ إِدَارَتَهَا، فَتَتَكَبَّدُ الشَّرِكَةُ خَسَائِرَ يَتَحَمَّلُهَا -نِظَامًا- مَنْ كَانَتِ الْمُنْشَأَةُ بِاسْمِهِ.
تَقُولُ إِحْدَى الفَضْلِيَاتِ: فُوجِئْتُ بِأَنِّي مُلْزَمَةٌ بِدَفْعِ مَبْلَغٍ يَفُوقُ الثَّمَانَمِائةِ ألفٍ، وَأَنَا لَا أَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِي؛ بِسَبَبِ أَنَّنِي وَافَقْتُ أَنْ يَفْتَتِحَ أَخِي مَحِلًّا بِاسْمِه، وَتَخَلَّى عَنِّي حِينَمَا لَحِقَتْ الْمَحِلَ الدُّيونُ! فَأَخَذَ غُنْمَهُ وَحَمَلَنِّي غُرْمَهُ، حَيْثُ كَانَتْ ثِقَتِّيْ بِهِ لاَ حَدَ لَهَا فَتَخَلَّى وَتَهَرَّبَ مِنِّيْ وَهُوَ الْجَانِّي عَلَي.
فَكَمْ قَرِيبٍ مُسْتَهْتِرٍ أَوْ غَيْرِ مُبَالٍ يُوقِعُ أَقَارِبَهُ بِسَبَبِ هَذَا التَّسَتُّرِ فِي الْوَيْلَاتِ، فَيَرْفَعُ الْمُتَسَتِّرِونَ قَضَايَا عَلَى المُتَسَتِّرين عَلَيْهِمْ؛ لِتَحْمِيلِهِمُ الْمَسْؤُولِيَّةَ، وَتَتَقَطَّعُ أَوْصَارُ الْأُسْرَةِ بِسَبَبِ هَذَا التَّسَتُّرِ.
ثَانِيًا/ أَنْ يَتَسَتَّرَ الْقَريِبُ عَلَى قَرِيبِهِ ثُمَّ تَرْبَحَ الشَّرِكَةُ وَتَتَطَوَّرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمُتَسَتِّرُ وَيَقَولَ إِنَّهُ صَاحِبُ حَقٍّ! فَيَخْسَرَ بِذَلِكَ الَّذِي كَدَّ وَتَعِبَ عَشَرَاتِ الْمَلَايِينِ؛ تَزِيدُ أَوْ تَنْقُصُ، وَهُوَ أَمَامَ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ لَا حَقَّ لَهُ، فَتُرْفَعُ بَيْنَهُمَا الْقَضَايَا، وَتَحْدُثُ بَيْنَهُمَا الْعَدَاوَةُ، وَقَدْ كَانُوا فِي غُنْيَةٍ عَنْ هَذَا الْعَمَلِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.
****************************
———— الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:—————
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
عِبَادَ اَللَّه؛ لَقَدْ حَثَّ الإِسْلَامُ عَلَى اَلسَّمَاحَةِ فِيْ البَيْعِ وَالشِّرَاءِ، والأَدِلَةُ عَلَى ذَلِكَ كَثِيْرَة وَمِنْهَا قَوْلُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رحِم الله رَجُلاً سَمْحَاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى). رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
وَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كان مِن قَبلِكُم، كان سَهلًا إذا باعَ، سَهلًا إذا اشْتَرى، سَهلًا إذا اقْتَضى ) حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَفِيْ الصَّحِيْحَيْنِ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كانَ رَجُلٌ يُدايِنُ النَّاسَ، فَكانَ يقولُ لِفَتاهُ: إذا أتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجاوَزْ عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا، قالَ: فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجاوَزَ عنْه). رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : " أُتِيَ اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا ، فَقَالَ لَهُ : مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ، قَالَ : يَا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالَكَ ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ ، فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ ، فَقَالَ اللَّهُ : أَنَا أَحَقُّ بِذَا مِنْكَ ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي).رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَالسَّمَاحَةُ فِي البَيْعِ تَظْهَرُ فِي أَوْجُهٍ مُخْتَلِفَةٍ:
١/كَتَخْفِيضِ اَلسِّعْرِ لِمَنْ لَا يَمْتَلِكُ ثَمَنُهَا كَامِلاً .
٢/أَوْ إِمْهَالِهِ وَقْتًا لِأَدَاءِ حَقِّهَا .
٣/ أَوْ إِعْطَائِهِ الْمَزِيدَ مِنَ الْوَقْتِ حَتَّى تَتِمَّ لَهُ اَلْكِفَايَةُ .
وَأَمَّا اَلسَّمَاحَةُ فِي الشِّرَاءِ فَلَعَلَّ أَبْرَز مِثَالٍ عَلَيْهَا هُوَ “ بَيْعُ اَلْمُضْطَرِّ ” ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُهُمْ “ مُضْطَرًّا ” لِبَيْعِ مَا يَمْلِكُ لِضَائِقَةٍ مَرَّتْ بِهِ ، فَإِنَّ اَلسُّوقَ الَّذِي تَحْكُمُهُ قُوَى الْعَرْضِ وَالطَّلَبِ قَدْ يُغْرِي المُشْتَرِي بِشِرَائِهَا بِأَقَلِّ مِنْ ثَمَنِهَا ، وَإِنْ كَانَ عَادِلاً فَسَيَشْتَرِيهَا بِسِعْرِ اَلسُّوقِ الْمُتَعَارَفِ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذَا كَانَ سَمْحَاً فَسَيَشْتَرِيهَا بِأَكْثَر مِنْ سِعْرِهَا قَدْرَ اَلْمُسْتَطَاعِ لِيُسَاعِدَ الْمُضْطَرّ! ؛ أَمَّا مَا نَرَاهُ فِي السُّوْقِ فَهُوَ خِلَافُ مَقَاصِدِ الشَّرْعِ، فَتَجِدُ السِّمْسَارَ يُغْرِي النَّاس بِالشِّرَاءِ، وَيُؤَكِّدُ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ فُلَان مُنْكَسِر، أَوْ يَخَافُ إِيقَافَ خَدَمَاتٍ ؛ فَتَشْتَرِي مِنْهُ بِأَقَلّ مِنْ حَقِّهَا ، وَقَدْ حَذَّرَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّة مِنْ هَذَا الْبَيْعِ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ (اَلدَّلِيلُ عَلَى بُطْلَانِ التَّحْلِيل).
عِبَادَ اَللَّهِ ؛ اِتَّقُوا اَللَّهَ حَقَّ اَلتَّقْوَى، وَاعْلَمُوا بِأَنَّ اَلْمَسْؤُولِيَّةَ اَلْمُلْقَاةُ عَلَى عَوَاتِقِنَا عَظِيمَة، مَسْؤُولِيَّة حِمَايَةِ أَبْنَائِنَا ، وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا مِنَ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلْفِكْرِيَّةِ وَالْعَقَدِيَّةِ ، وَمِنَ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ ، فَعَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَقُومَ بِمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ أَنْ يَقُومَ بِهِ ، بِحِمَايَةِ هَذِهِ اَلنَّاشِئَةِ مِنْ جَمِيعِ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلَّتِي تُؤَثِّرُ عَلَى أُمُورِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .أَوْ تَضُرُّ بِبِلَادِهِمْ، جَعَلَهُمْ رَبِّي قُرَّةَ أَعْيُنٍ لَنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا،
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ،اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.