|

21 جمادى الأول 1446 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

 

الْـخُطْبَةُ الأُولَى

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ 

• عِبَادَ اللهِ، يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مَنْ يَسْتَطِيعُ الْمُسَاهَـمَةَ فِي تَيْسِيـرِ الزَّوَاجِ عَلَى الشَّبَابِ؛ أَلَّا يَتَأَخَّرَ عَنْ تِلْكَ الْمُسَاهَـمَةِ، سَوَاءً مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ، أَوِ الْفَتَيَاتِ، أَوْ رِجَالِ الأَعْمَالِ، وَالْمُؤَسَّسَاتِ الْـخَيْـرِيَّــةِ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ؛ وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ حَثِّـهِمْ للشَّبَابِ عَلَيْهِ، وَدَعْمِهِمْ لَـهمْ. لأنَّ هُنَاكَ عُزُوفًا مَلْحُوظًا عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ كَثِيـرٍ مِنَ الشَّبَابِ وَالْفَتَيَاتِ، حَتَّـى اِمْتَلَأَتِ الْبُيُوتُ بِالْعَوَانِسِ، وَالْمُطَلَّقَاتِ، وَالأَرَامِلِ. وَهَذَا الْعُزُوفُ عَنِ الزَّوَاجِ لَهُ أَسْبَابٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ لَعَلَّ مِنْ أَهَـمِّهَا:

• الْمُبَالَغَةُ فِي حَفَلَاتِ الزَّوَاجِ، بِسَبَبِ الْمُبَاهَاةِ وَالْمُحَاكَاةِ ؛ فَأَصْبَحَ كَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ يَعَزِفُ عَنِ الزَّوَاجِ ؛ لِصُعُوبَةِ تَحَمُّلِ تَكَالِيفِهِ، فَقَدْ يَسْتَطِيعُ تَوْفِيرَ الْمُهْرِ، وَبَيْتَ زَوْجِيَّةٍ مُنَاسِبٍ؛ لَكِنْ زَادَتْ عَلَيهِ الأَعْبَاءُ بـِحَـفْلَةِ مِلْكَةٍ، ثُـمَّ حَفْلِ زَواجٍ يَتَجَاوَزُ عَشَرَاتِ الآلَافِ، ثُـمَّ سَفْرَةٍ تُكَلِّفُ مِثْلَهَا؛ فَيَجِدُ الشَّابُّ أَنَّ تَكْلُفَةَ مَشْرُوعِ زَواجِهِ تَجَاوُزَتِ الثَّلَاثَـمَائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ : مَا بَيْنَ مَهْرٍ، وَتَأْسِيسِ بَيْتٍ، وَاِسْتِئْجَارِ قَاعَةٍ لِلْحَفْلِ، وَتَكْلُفَةِ حَفَلَاتٍ مُسَانِدَةٍ، وَسَفْرَةٍ لِلْسِياحَةِ، وَغَيْـرِهَا مِنَ الْمَصَارِيفِ. وَقَدْ يَسْتَطِيعُ بَعْضُ الآبَاءِ مُسَاعَدَةَ اِبْنِه أَوْ اِبْنَتِهِ، وَلَكِنَّ الْغَالِبِيَّةَ لَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِكَ، نَاهِيَكَ عَنْ التَّفَاخُرِ الْاِجْتِمَاعِيِّ، وَنقلِ هَذِهِ الْـحَفَلَاتِ عَبْـرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْاِجْتِمَاعِيِّ؛ مِـمَّا جَعَلَ غَالِبَ الْفَتَيَاتِ لَا يَتَنَازَلْنَ عَنْ إِقَامَةِ حَفَلَاتِ الْمِلْكَةِ وَالزَّواجِ، الَّتِي أَنْـهَكَتْ غَالِبَ الأُسَرِ الْمُتَوَسِّطَةِ، وَعَامَّةَ الأُسَرِ الْفَقِيـرَةِ . 

• فَعَلَى الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ وَالْفَتَيَاتِ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ فِي أْنَفُسِهِمْ، وَأَنْ يُـعْرِضُوا عَنْ هَذِهِ الْمُفَاخَرَاتِ، وَأَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ التَّوْفِيقَ مِنَ اللهِ فِي الزَّواجِ هُوَ الْمَطْلَبُ الأَسَاسُ، وَالْـهَدَفُ الرَّئِيسُ، وَلَيْسَ الْمُبَاهَاةَ وَالْمَفَاخِرَةَ ؛ فَعَلَيهِمُ السَّعْيُ لِتَحْصِيلِهِ، أَمَا الْمُفَاخَرَةُ وَالْمُبَاهَاةُ فَتِلْكَ لَا نَفْعَ فِيهَا، وَلَا خَـيْـرَ مِنْ وَرَائِهَا، لَا فِي الدُّنْيَا ، وَلَا فِي الآخِرَةِ؛ فَمَا الْفَائِدَةُ مِنْ زَوَاجٍ تَحَدَّثَ بِهِ الْقَاصِي وَالدَّانِي ، ثُـمَّ أَعْــقَــبَهُ خِصَامٌ وَطَلاقٌ؟! 

• فَعَلَيْنَا – عِبَادَ اللهِ- أَنْ نَقْتَدِيَ بِالنَّبِـيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي زَوَّجَ الْكَامِلَةَ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، مِنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مُقَابِلَ مَهْرٍ يَسِيـرٍ؛ حَيْثُ قَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَعْطِهَا شَيْئًا، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟ فَزَوَّجَهُ بِـهَا). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ وَغَيْـرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. 

• بَلْ تَزَوَّجَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ اِمْرَأَةً مُقَابِلَ تَعْلِيمِهَا الْقُرْآنَ حِينَمَا تَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْمَهْرُ. وَأَصْلُ الْـخَبَـرِ فِي الْبُخَارِيِّ. 

• بَلْ (وَتَزَوَّجَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مَهْرُهَا إِسْلَامَهُ) رَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

• وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ» رَوَاهُ الْـحَاكِمُ وَغَيْـرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ يـُمْنِ الْمَرْأَةِ أَنْ يَتَيَسَّرَ خِطْبَتُهَا، وَأَنْ يَتَيَسَّرَ صَدَاقُهَا، قَالَ عُرْوَةُ رَاوِي الْـحَدِيثِ: " وَأَنَا أَقُولُ مِنْ عِنْدِي: مِنْ أَوَّلِ شُؤْمِهَا أَنْ يَكْثُرَ صَدَاقُهَا) رَوَاهُ الْـحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

• وَقَدْ ذَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَلَّفَ نَفْسَهُ مَا لَا يُطِيقُ مِنْ صَدَاقٍ؛ حَيْثُ سَأَلَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أَحَدَ أَصْحَابِهِ: (عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

• وَسَأَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَ أَصْحَابِهِ: («كَمْ أَمْهَرْتَهَا؟» فَقَالَ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ) رَوَاهُ أَحْـمَدُ وَغَيْـرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ رَحِـمَهُ اللهُ: (وَفِيهِ كَرَاهِيَةُ إِكْثَارِ الْمَهْرِ بِالِنسْبَةِ لِـحَالِ الزَّوْجِ). 

• وَأُثِرَ عَنْ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّهُ قَالَ:" إِيَّاكُمْ وَالْمُغَالاَةِ فِي مُهُورِ النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّه،ِ أَوْ مَكْرُمَةً عِنْدَ النَّاسِ؛ لَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلاَكُمْ بِهَا، مَا نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ، وَلاَ أَنْكَحَ وَاحِدَةً مِنْ بَنَاتِهِ بِأَكْثَرِ مِنِ اثْنَىْ عَشَرَةَ أُوقِيَّةً، وَهِىَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُغَالِى بِمَهْرِ امْرَأَتِهِ؛ حَتَّى يَبْقَى عَدَاوَةً فِي نَفْسِهِ فَيَقُولُ: لَقَدْ كُلِّفْتُ لَكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ " رَوَاهُ الْـخَمْسَةُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. وَمَعْنَـى (عَلَقَ الْقِرْبَةِ (:أَيْ: تَكَلَّفْتُ إِلَيْكِ، وَتَـحَمَّلْتُ حَتَّـى الْـحَبْلَ الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ الْقِرْبَةُ. كِنَايَةً عَنْ تَـحَمُّلِهِ تَكَالِيفِ الزَّوَاجِ الْكَثِيـرَةِ، الَّتِـي أَرْهَقَتْهُ.

• أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِـجَمِيعِ الْمُسْلِمِـيـنَ فَاِسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبةُ الثَّانيةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى                                            

عِبَادَ اللهِ، تَكَلَّمْنَا عَنْ بَعْضِ مُعَوِّقَاتِ الزَّوَاجِ، وَالآنَ نَتَكَلَّمُ عَنْ وَسَائِلِ تَيْسِيـرِ الزَّوَاجِ، وَالَّتِـي تَكُونُ بِتَذْلِيلِ الْعَقَبَاتِ السَّابِقَةِ، ثُـمَّ بِوَسَائِلَ أُخْرَى مُتَعَدِّدَةٍ، وَمِنْهَا: 

• تَشْجِيعُ رِجَالِ الأَعْمَالِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الْوَقْفِيَّةِ عَلَى دَعْمِ الشَّبَابِ الْمُقْبِلِ عَلَى الزَّوَاجِ بِالْمَهْرِ، وتَوْفِيـرِ الْقَاعَاتِ الْمُنَاسِبَةِ بِأَسْعَارٍ تَشْجِيعِيَّةٍ، أَوِ التَّبَـرُّعِ بِـهَا، وَأَنْ تُشَجِّعَ الأُسَرُ أَبْنَاءَهَا عَلَى الزَّوَاجِ الْـجَمَاعِيِّ؛ فَيَكُونُ هُنَاكَ تَنْسِيقٌ مُسْبَقٌ بَيْنَهُمْ؛ بِـحَيْثُ يُـحَدَّدُ مَوْعِدٌ للزَّوَاجِ يَشْتَـرِكُ فِيهِ أَكْبَـرُ عَدَدٍ مِنْ ذَوِي الْقَرَابَةِ لِتَقْلِيلِ التَّكْلُفَةِ. وَتَشْجِيعِ الْـجَمِيعِ عَلَى الْـحُضُورِ، وَيَضْمَنُ عَدَمَ التَّعَارُضِ الَّذِي يُوقِعُ أَبْنَاءَ الْأُسْرَةِ فِي حَرَجٍ فِي أَيِّ الْمُنَاسَبَتَيْـنِ يَـحْضُرُ؟ أَوْ يُكَلِّفُ نَفْسَهُ عَنَاءَ حُضُورِ الْمُنَاسَبَتَيْـنِ، وَيُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْخَطَرِ، مِنْ جَرَّاءِ حِرْصِهِ عَلَى سُرْعَةِ التَّنَقُّلِ بَيْـنَ الْقَاعَتَيْـنِ، خَاصَّةً إِذَا بَعِدَتْ بَيْنَهُمَا الْمَسَافَةُ.

• أَنْ يُشَاعَ بَيْـنَ النَّاسِ أَهَـمِيَّةَ الزَّوَاجَاتِ الْمُخْتَصَرَةِ، فَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الزَّوَاجَاتُ الْمُبَهْرَجَةُ مَوْجُودَةً فِي زَمَنِ النَّبِـيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْـمَنَ بِنَ عَوْفٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، تَزَوَّجَ وَلَـمْ يُعْلِمِ النَّبِـيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى قَلْبِهِ بِزَوَاجِهِ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ زِيـجَاتِـهِمْ كَانَتْ مُيَسَّرَةً.

• وَاِعْلَمُوا – يَا عِبَادَ اللهِ- أَنَّ الْمَيْلَ لِلْاختِصَارِ فِي وَلَائِـمِ الزَّوَاجِ كَانَ مَنْهَجًا نَبَوِيًّا كَرِيـمًا. حَيْثُ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِحَيْسٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَالْـحَيْسُ: التَّمْرُ، يُنْزَعُ نَوَاهُ وَيُـخْلَطُ بِالسَّوِيقِ. وَقَالَ أَنَسٌ، رَضِيَ اللهُ عَنْه: «مَا أَوْلَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ، أَوْلَمَ بِشَاةٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَخَيْـرُ الْـهَدْيِ هَدْيُ مُـحَمَّدٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ اِرْزُقْنَا اِتِّبَاعَهُ، وَالسَّيْـَر عَلَى سُنَّتِهِ وَمَنْهَجِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ ،حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، ونَسْتَعِيذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...