|

19 جمادى الأول 1446 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

وَسَطِيَّةُ أَهْلِ السُّــنَّــةِ فِي عَــــاشُـــــــــورَاءَ

    الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ فِي كتابِهِ المبينِ: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) ( )، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهَ، وحدَهُ لَا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ،وعَلَى آلِهِ، وصحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ:أَيُّـــهَا الناسُ،اِتَّــقٌـوا اللهَ تَعَالَى،واِعْلَمُوا أَنَّــكُمْ فِي أَوَّلِ الأَشْهُــرِ الْحُرُمِ، شهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، يُسَنُّ صيامُ أكثرِ أيَّـامِهِ، وصيامُهُ أَفْضَلُ الصِّيامِ بَعْدَ صِيامِ شَهْرِ رَمَضَانَ؛لقولِهِ صلى الله عليه وسلم : «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ»( )وأفضلُ أيَّامِهِ صِيَامًا،صِيَامُ يومِ عاشورَاءَ،شُكرًا للهِ ، عَلَى نَجَاةِ مُوسَى عليه السلام،مِنْ أَكْبَرِ طَاغِيَةٍ عَرَفَهُ التَّارِيخُ،حيثُ ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ تِلْكَ القصةَ، الَّتِي تُبَيِّنُ كيفَ اِنتَصَرَ الحقُّ عَلَى البَاطِلِ،لتَبْعَثَ فِي قُلُوبِ المؤمنينَ الثَّبَاتَ؛ فقوةُ البَاطِلِ لَا تُقَاوِمُ الحقَّ مهمَا بلَغَتْ؛ فهي مبنيةٌ على أَسَاسٍ فَاسِدٍ،    لقدْ  كانَ فرعونُ ،يَسْتَضْعِفُ بنِي إِسرائِيلَ،ويُقتِّلُ أبناءَهُم، ويَسْتَحْيِيِ نساءَهُمْ، ولكنَّ مشيئةَ اللهِ نافذةٌ، وقدرتُهُ قاهرةٌ، فشاءَ اللهُ لمُوسَى عليه السلام،أَنْ ينجُوَ مِنْ القَتْلِ،عكسَ مواليدِ بنِي إسرائيلَ في تلكَ السَّنةِ،وأنْ يَتَرَبَّى فِي بيتِ فِرْعَونَ،تحرسُهُ عنايةُ اللهِ،حتَّى كَبُرَ،وبَلَغَ أَشُدَّهُ،وبَعَثَهُ اللهُ برسالتِهِ إِلَى فِرْعَونَ ،وآتاهُ من الآياتِ مَا يدلُ عَلَى صِدْقِهِ،ولكنَّ فِرْعَونَ كَمَا قالَ تَعَالَى: (فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى *)( ) ولمَّاغَلَبَهُ مُوسَى بالحُجَجِ،والبيِّنَاتِ،وكَشَفَهُ لقومِهِ؛اِدَّعَى هَذَا الطَّاغِيَةُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى سِحْرٌ،وأنَّ عِنْدَهُ مِنَ السِّحْرِ،والسَّحَرَةِ مَا يَنْتَصِرُ بِهِ عَلَى مَوسَى عليه السلام ،فَجَمَعَ سَحَرَتَهُ مِنْ جَمِيعِ مَمْلَكَتِهِ، ﭧ ﭨ "فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ *) ( ) فَعَرضُوا مَا عِنْدَهُمْ مِنَ السِّحْرِ،وعَرَضَ مُوسَى عليه السلام مَا عِنْدَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ،فانتَصَرَ عَليهِم بِالْحَقِّ، قالَ تَعَالى:" فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ *وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ *( )

فلَجَأَ فِرْعَونُ إِلَى القوةِ والبطشِ، وهدَّدَ وتوعَّدَ، وقَتَلَ السَّحَرَةَ الذِينَ آمَنُوا باللهِ ، فَأَوحَى اللهُ إِلَى مُوسَى عليه السلام أنْ يَخرُجَ بالمؤمنِينَ، فِرارًا مِنْ هَذَا الطَّاغِيَةِ العنِيدِ، فانتَهَى مُوسَى بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ إِلَى البَحْرِ،فاستَنْفَرَ فِرعونُ جُنُودَهُ،وقَوْمَهُ،وخَرَجَ فِي إِثْرِهِمْ بِقُوَّتِهِ وعَتَادِهِ، يُريدُ قَتْلَهُمْ،وإِبَادَتَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ، وسَارَ فِي طَلَبِهِمْ، وَلَحِقَ بِهِمْ فِرعونُ وجُنُودُهُ، وهُنَاكَ تَزَايَدَ خَوفُ المُؤمِنِينَ؛ البَحْرُ أَمَامَهُمْ، والعَدُو مِنْ خَلْفِهِم، فَوِفْقًا لِلْمَعَايِيِرِ الْبَشَرِيَّةِ الْأَمْرُ مَحْسُومٌ؛ فيَسْتَحِيلُ أَنْ يَنْتَصِرَ مُوسَى عليه السلام وأَصْحَابُه على أَعْتَى قُوَّةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ جَمْعًا وَعَتَادًا،وَهُمْ ضُعَفَاءُ مُسْتَضْعَفُونَ،لَا قُوَّةَ مَعَهُمْ وَلَا عَتَادَ، فَأَنَّى لِقَوْمٍ عُزَّلٍ أَنْ يُوَاجِهُوا أَقْوَى قوةٍ عَسْكَرِيَّةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ؛ فَضْلًا عَلَى أَنْ يَنْتَصِرُوا عَلَيْهَا؟! وهَذَا مَا أَيْقَنَ بِهِ أَصْحَابُ مُوسَى،كَمَا قَالَ تَعَالَى حَاكيًا عَنْهُمْ: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) ( ) وَلَكِنَّ مُوسَى عليه السلام،أيقنَ بِالاِنْتِصَارِ،وَرَفَضَ الْاِنْهِزِامَ؛ فَلَقَدْ نظر إلى الْأَمْرَ بمنظارٍ آخَرَ؛فلا يمكن أن ينهزمَ مَنْ وَعَدَهُ اللهُ بالنَّصْرِ،إِنَّهُ التَّوَكُلِ عَلَى اللهِ،والثِّقةُ فِي نَصْرِهِ،وَذَكَّرَ قَوْمَهُ بِالْحَقِيقَةِ،وَرَدَّ  عَلَيْهِمْ بالردِّ الْحَازِمِ الْحَاسِمِ برفْضِ الانهزامِ وَالْاِسْتِسْلَامِ،كَمَا ذَكَرَ اللهُ عَنْهُ بقَوْلِهِ تَعَالَى:( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ( ) فَلَمَّا أَظْهَرَ التَّوكُّلَ والثِّقَةَ بِنَصْرِ اللهِ؛ مَاخَذَلَهُ اللهُ ،فأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ بِعَصَاهُ البَحْرَ؛فَضَرَبَهُ ،فَانْفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً،فَسَارَ مُوسَى وقَومُهُ،لَا يَخَافُ دَرَكًا،وَلَا يَخْشَى، وَدَخَلَ فِرعونُ وجُنُودُهُ فِي إِثْرِهِمُ، بِظَنِّهِم أنَّ الطُرَقَ الَّتِي اِنـْــفَتَحَتْ فِي الْبَحْرٍ لِلْجَمِيعِ، دَافِعُهُمُ الْخُيَلَاءُ والْكِبْرِيَاءُ،يَمْكُرُونَ فَمَكَرَ اللهُ بِهِمْ،فَلَمَّا تَكَامَلَ قومُ مُوسَى خَارِجَينَ مِنَ البَحْرِ،وتَكَامَلَ قومُ فِرعونُ دَاخِلينَ فِيهِ،أَمَرَ اللهُ البحرَ فانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ، وأَغْرَقَهُمْ أَجْمَعِينَ،فَاِنْتَصَرَ الحقُّ عَلَى البَاطِلِ،وَأَعَزَّ اللهُ جُنْدَهُ،وصَدَقَ وَعْدَهُ،حيثُ قَالَ لَهُمْ: (  قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) ( ) 

 وتَحَقَّقَتْ إِرَادَةُ اللهِ الَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا بِقَولِهِ ﭨ  (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) ( )

لَقَدْ حَصَلَ هَذَا الْحَدَثُ الْعَظِيمُ فِي اليومِ العَاشِرِ مِنْ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ ،فهُوَ يومٌ لَهُ فَضَيلَةٌ عَظِيمَةٌ،صَامَهُ مُوسَى عليه السلام شُكْرًا للهِ تعالى على نَصْرِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ،أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ،وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم  وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»( ) وحث صلى الله عليه وسلم على صِيَامِهِ،وبَيَّنَ فَضْلِهُ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ»( )وقَدْ عَزَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى أَلَّا يَصُومَهُ مُفْرَدًا؛ بَلْ يَضُمُ إِلَيهِ يَومًا آخَرَ ،مُخَالَفَةً لِأَهْلِ الكِتَابِ فِي صِيَامِهِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا ، قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»( ) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وفي مسندِ الإِمَامِ أحمدَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا»( )

 والأَجْرُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَى الصِّيامِ، هُوَ صَومُ اليومِ العَاشِرِ، فَمَنْ صَامَهُ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ خَطَايَا سَنَةٍ كَامِلَةٍ، ومَنْ صَامَ مَعَهُ يَومًا قَبْلَهُ،أَو بَعْدَهُ؛نَالَ مَعَ أَجْرِ التَّكْفِيرِ أَجْرَ المُخَالَفَةِ، فَلْيُصَمْ يَوْمَ التَّاسِعِ، معَ صِيامِ اليومِ العاشِرِ، وإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَصِيَامُ يومِ العَاشِرِ وَحْدَهُ، مُحَصَّلٌ بِهِ الأَجْرُ بِإِذْنِ اللهِ.                  

وَلَقَدْ أَحْدَثَ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ بِسَبَبِ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه ثَلَاثَ بِدَعٍ أَخْرَجَوا ثَلَاثَ طَوَائِفَ مِنَ النَّاسِ عَنْ حَقِيقَةِ عَاشُورَاءَ:

البِدْعَةُ الأُولَى: يَقْتَرِفُهَا الشِّيعَةُ، حيثُ أَخْرَجُوا عَاشُورَاءَ عَنْ شُكْرِ اللهِ لنجاةِ مُوسَى عليه السلام، وجعلُوهُ مُتَعَلِّقًا بِمَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا،فجعَلُوهُ بَدَلَ الصِّيَامِ، وَالشُّكْرِ مُتَعَلِّقًا بِالْحُزْنِ،والنُّوَاحِ،واللَّطْمِ،والصُّرَاخِ، والبُكَاءِ، وجَرْحِ الأَجْسَادِ وإِسَالَةِ دِمَاءِ الصِّغَارِ والْكِبَارِ بِضَرْبِ أَجْسَادِهِمْ، وجَرْحِهَا بِالسَّكَاكِينِ والأَسْيَافِ ،وإِظْهَارِ الْجَزَعِ وَإِنْشَادِ الْمَرَاثِي، وقِرَاءَةِ أَخبَارٍ مُثِيرَةٍ لِلْعَوَاطِفِ،مُهِيِّجَةٍ لِلْفِتَنِ،وكَثِيرٌ مِنْهَا مَكْذُوبٌ، وَهَذَا لَا شَكَ فِي أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ،ومِنْ أَفْحَش الذُّنُوب وأَكْبَرِ الْمُحَرَّمَاتِ؛حَيْثُ حَرَّمَ اللهُ النِّيَاحَةَ عَلَى الْمَيِّتِ،وَلَطْمَ الخدودِ( )،قَالَ صلى الله عليه وسلم :«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ،وَشَقَّ الجُيُوبَ،وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»( ). وفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ اِبْنُ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا شَدِيدًا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَصَاحَتِ اِمْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالحَالِقَوَالشَّاقَّةِ»( ) وأَخَذَ الْبَيْعَةَ عَلَى النٍّسَاءِ بِعَدَمِ فِعْلِهَا،فَــفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُودَاودَ،وصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ: عَنْ اِمْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ،فِي الْمَعْرُوفِ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْنَا، أَلَّا نَعْصِيَهُ فِيهِ: «أَلَّا نَخْمُشَ وَجْهًا،وَلَا نَدْعُوَ وَيْلًا،وَلَا نَشُقَّ جَيْبًا،وَأَنْ لَا نَنْشُرَ شَعَرًا»( )

وَحَرَّمَ  الإسلامُ اَنْ تُحِدَّ الْمَرْأَةُ عَلَى مَيِّتٍ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا،قال صلى الله عليه وسلم«لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»( ).فَكَيْفَ بِالنِيَاحَةِ عَلَى مَيِّتٍ مَاتَ مُنْذُ قَرْنٍ،وَنِصْفٍ؟! بَلْ وَحَطَّ رِحَالَهُ فِي الْجَنَّةِ؛ فهوَ سيِّدُ شَبابِها؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  «الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ»( ) بَلْ وَجَعَلَ الرَّافِضَةُ هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ مَنَ الْأَيَّامِ الَّتِي يُكْثِرُونَ فِيهَا مِنْ لَعْنِ وَسَبِّ الصَّحَابّةِ،رُضْوَانُ اللِه علِيهِمْ،وقد حذر الرسول من ذلك :«لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»( )

 الْبِدْعَةُ الثَّانِيَةُ:بِدْعَةُ النَّاصبِةِ،وهَذِهِ الفِرْقَةُ تَكَادُ أَنْ تَكُونَ مُنْقَرِضَةً؛حَيْثُ كَانُوا يَحْتَفِلُونَ فِي يَومِ عَاشُورَاءَ؛مُخَالَفَةً لِلَّرَافِضَةِ،ومُنَاكَفَةً لَهُمْ،واِحْتِفَاءً بِمَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

البدعة الثالثة: مِنْ بَعْضِ جُهَّالِ أَهْلِ السُّـــنَّــةِ،حَيْثُ جَعَلُوهُ يَوْمَ سُرُورٍ وفَرَحٍ،وجَعَلُوا هَذَا الْيَوْمَ عِيدًا،بِحُجَّةِ أَنَّ اللهَ أَنْجَى فِيهِ مُوسَى عليه السلام، وَوَضَعُوا الْأَحَادِيثَ الَّتِي فِيهَا حَثٌ عَلَى الْاِكْتِحَالِ،وَالْاِخْتِضَابِ، وَالْاِغْتِسَالِ، وَغَيْرِهَا مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمُوْضُوعَةِ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ( )فَأَحْدَثَ أُولئِكَ الْحُزْنَ، وأَحْدَثَ هَؤُلَاءِ السُّرُورَ، وكُلُّ هَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُحَرَّمَةِ؛ فَعَاشُورَاءُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الصِيَامُ شُكْرًا للهِ،لِا فَرَحٌ، وَلَا حُزْنٌ .

          وَصَلِ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .

 

قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/ صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ 

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 

والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي

تويتر ، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@ 

الرياض -ص.ب 120969 الرمز 11689

فاكس وهاتف : 012414080 

البريد الإلكتروني

s555549291@gmail.com